100 من النسوية ومكملات: سحر خليفة

عنـدما تكـون المـرأة صـدامية تعتبـر وقحة، لأن هـذا يُعتبـر خروجاً علـى الإطار الـذي حـدده ورسـمه لهـا المجتمع الـذكوري. لكـن، متـى تعتبـر المـرأة ذات إنجـاز أو غيـر وقحـة؟ فقط عندما تنجح.. تفرض نفسها على الرغم منهم.. اسمها يصبح متداولاً..

١٠٠ من النسوية ومكملات حملة انطلقت في اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة واستمرت خلال الستة عشر يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتهدف إلى التعريف بالناشطات النسويات في منطقة الشرق الأوسط، والاحتفاء بنتاجهن، ونضالهن، ودورهن الكبير في سبيل مناهضة العنف، والحصول على حقوق المرأة والعدالة والمساواة، واستمراراً بما بدأناه نعود اليوم للحديث عن سحر خليفة واحدة من أهم الروائيات العربيات اللاتي كتبن عن النساء، ولهن، وباسمهن.

صدر لسحر خليفة ١١ رواية، أولها كانت بعنوان “لم نعد جواري لكم”، وهي رواية تعكس الهم الأساسي للروائية، هم اضطهاد المرأة في المجتمعات الذكورية والأنظمة الأبوية، والتي أحدثت ضجة على عدة مستويات بعنوانها ودلالاته وفكرتها الأساسية: نساء متمردات يبحثن عن الجدوى في ظروف بائسة وحياة طاحنة ووحدة وعزلة، وتقول عنها “كانت بالنسبة لي مخرجاً، والأرض التي سأقف عليها لأخرج من الوحل الذي كنت فيه.”.

وعن السؤال الدائم حول كتابتها عن قضية المرأة تقول سحر خليفة في حوار نشرته مؤسسة الدراسات الفلسطينية: لم يستوعب الوعي العربي، أو القارئ، أو حتى الناقد، أن قضية المرأة بالنسـبة إلى المرأة هي مثل قضية العمّال بالنسبة إلى العمّال، ومثل قضية الفلاحين بالنسبة إلى الفلاحين، وقضايا إنسانية أُخرى ملحّة. مـاذا يعني أن تعملوا مـن الشعب الفلسطيني قضية طويلة عريضة؟ أنـت لو أردت أن تتّبـع تـاريخ اضـطهاد المـرأة لوجدت أضعاف أضعاف المعاناة التي عاناها الشـعب الفلسطيني. مـا معنى أن تكون قضية الشعب الفلسطيني المعذّب قضية مقدسة، بينما قضية المرأة المعذبة والمذبوحة والمختونة عبر أجيال لا تُعتبر قضية مقدسة؛ فهنالك مئات الآلاف مـن النساء اللواتي متن تحت الاضطهاد أو تحت التعذيب، أو انتحرن لأنهن لم يحتملن أوضاعهن. إذا كنتم أنتم، كقرّاء وكنقاد وكذكور، لا تستطيعون أن تستوعبوا هذه القضايا، فمن يستوعبها إذاً؟ نحن علينا أن نفهّم، وأن نحمل هذه الراية وندافع عنها، ونحاول أن نجد طرقاً للتوعية الاجتماعيـة. يعني أنـا لست ساذجة إلى درجة أن أفكر أو أعتقد أن يعي الناس حالتهم، حتى النساء لسن واعيات لأوضاعهن، فكيف أتوقع أن يكون الرجل واعياً؟

قبل أعوام، امتلكنا نحن النساء الوعي الجديد في العالم العربي. كان فينا نوع من النقمة وخصوصاً تجاه الذكور والمتنفذين، سواء أكان ثقافياً أم سياسياً، لأنهم لم يستوعبوا ما الذي نحكي عنه. لكن فيما بعد، بعد أن عركتنا التجربة وعندما نزلنا إلى الميدان الاجتماعي أكثر، وخصوصاً عندما صرنا ننجز أبحاثاً ودراسات أكثر عن الواقع والمجتمع، صرنا نفهم تضاعيف هذا المجتمع وتعاريجه، وكيف أن مسألتي التوعية والتنمية ليستا سـهلتين. وأنـت عنـدما تسعى لتغيير طقـوس ونـواميس وعملية معقدة من التربية والتراكمات والرواسب، فهذا يتطلب أجيالاً. لذلك صرنا، نحـن اللـواتي دخلـن هـذا المعتـرك، ننـادي الآن بعمـل أو بوضـع بـرامج توعيـة للرجـال مشـابهة لبـرامج التوعية النسائية.كما أضافت: عنـدما تكـون المـرأة صـدامية تعتبـر وقحة، لأن هـذا يُعتبـر خروجاً علـى الإطار الـذي حـدده ورسـمه لهـا المجتمع الـذكوري. لكـن، متـى تعتبـر المـرأة ذات إنجـاز أو غيـر وقحـة؟ فقط عندما تنجح.. تفرض نفسها على الرغم منهم.. اسمها يصبح متداولاً..

وبالفعل أصبحت سحر خليفة امرأة ناجحة، فرضت نفسها، واسمها في تاريخ الأدب العربي، والأدب النسوي، لتكون امرأة تحمل هم النساء، وتسعى لتحسين أوضاعهن بصفتها واحدة منهن.