“كان يدرك أنه محمي بقانون الخوف والفضيحة والعار الذي يطال كل امرأة إن أرادت التحدث عما تعرضت له من اعتداء جسدي وروحي، وكأن المطلوب دوماً أن تصمت الضحية ليزداد شر الجناة ويتسع”
الحديث من مرافعة المحامية في المسلسل المصري “60 دقيقة” الذي يتم عرضه للمرة الأولى، ويطرح قصة طبيب نفسي مشهور يستغل مكانته العلمية ليتحرش بالمريضات اللاتي يترددن على عيادته لتلقي العلاج ويستغلهن جنسياً، يلقي المسلسل الضوء على الآلام التي تواجهها النساء والفتيات اللاتي يتعرضن للاعتداء الجنسي ولا يتمكنّ من البوح عما تعرضن له، والإقصاء واللوم والفضيحة التي تطال اللاتي يتحدثنّ، خاصة وأن المعتدي يستغل مكانته الاجتماعية والعلمية وشهرته ليقلب الطاولة عليهن ويبتزهن ويهددهن، كما يتناول المسلسل أيضاً دور مواقع التواصل الاجتماعي في التأثير على الرأي العام وملاحقة الناجيات وتكذيبهن وعزلهن اجتماعياً، دور زوجة المعتدي التي لا تعلم عن جرائمه واختيارها الوقوف إلى جانب الناجيات والحق في وجه الرجل الذي خدعها واستغلها كما استغل الأخريات، إلا أنه وعلى الرغم من تكاتف الناجيات وكثرة الشهادات للقانون والمجتمع كلمة أخرى.
قد لا نتفق مع كل ما تم عرضه في حلقات المسلسل سيما استخدام العنف كحل للمشكلة، لكن طرح هذا النوع من قضايا العنف ضد المرأة والاستغلال والاعتداء الجنسي ومناقشتها في الأعمال العربية أمر لا بد منه كخطوة توضح آثار هذه الأفعال على المرأة والمجتمع، وتعزيز الأدوار الإيجابية للفن، ضرورة تصديق الناجيات ودعمهن بدل لومهن ومحاسبتهن، وربما خطوة في طريق تشريع قوانين بعقوبات رادعة تساهم في الحد من الانتهاكات ضد النساء، وتؤمن لهن المساحة الآمنة ليروين تجاربهن القاسية في سبيل تحقيق العدالة.


