مسلسل زمن العار

لطالما كان تسليط الضوء على الواقع المعاش وحالة المجتمع وأفراده أحد أهداف الدراما، كما التطرق لمشاكله آثارها ونتائجها، القضايا ومدى ارتباطها بالإنسان في حياته اليومية، لم تكن الدراما السورية بعيدة عن ذلك رغم اعتبار محاولاتها في عرض المشكلات خجولة أحياناً، وغير كافية أحياناً أخرى.
اليوم نذكر واحد من المسلسلات السورية التي لامست شريحة واسعة من المتابعين فعلقت في أذهانهم، “زمن العار” مسلسل اجتماعي عُرض للمرة الأولى عام 2009، تدور أحداثه في دمشق حول عائلة بثينة الشابة التي تجاوزت الثلاثين من عمرها في انقطاع عن العالم الخارجي لتكفلها برعاية والدتها المريضة مرض مزمن أقعدها الفراش دون حراك، فيحكي قصتها، وقصة إخوتها الثلاث على اختلافهم بين رجل متزوج يسكن وزوجته معهم في البيت، طالبة جامعية تبدو مختلفة عن بثينة تماماً، وشاب موظف يطمح للثروة، كما يحكي قصة الصديقة الوحيدة لبثينة، جارتها التي يستغل زوجها وحدة بثينة فيعرض عليها الزواج العرفي لتتوالى الأحداث بعد حملها ومعرفة عائلتها.
يطرح المسلسل نماذج عدة إلى جانب بثينة، نماذج مغلوب على أمرها، وأخرى قادرة على التحكم بمصيرها، نماذج مظلومة، وأخرى ظالمة لنفسها ولبنات جنسها، دور الرجال الموجودين في حياتها وما وصلت إليه، أثر التسلط الذكوري الذي يودي بلحظة لجريمة قتل أولى تكون ضحيتها زوجة عاجزة، وأخرى تحت مسمى الشرف تروح ضحيتها ابنة، وأخت.
ربما لا نتفق مع كل ما ورد في المسلسل لكنه نجح في طرح بعض مما يحصل خلف الأبواب المغلقة، حيث تهان النساء، تستباح حياتهن اليومية، أجسادهن، وأرواحهن، تطرق دون مواربة لمشاكل مجتمعية نعرفها ونغض النظر، وضع النساء في عوائل تنقلب عليهن في لحظة سواء كن بنات، أخوات، أمهات، أو زوجات.