عام 2007 قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الاحتفال بيوم 15 أيلول من كل عام باعتباره اليوم الدولي للديمقراطية، ويهدف إلى تعزيز مبادئ الديمقراطية والتمسك بها.فما هي الديمقراطية؟ وما مبادئها؟يعود منشأ كلمة الديمقراطية إلى اليونان القديم، وتعني “حكم الشعب”، مورست أول أشكال الديمقراطية المباشرة في أثينا، وكان المواطنون الأحرار ( الملاك) من غير النساء والعبيد يمثل مصدر الشرعية ويمارس السلطة.وعلى الرغم من الانتشار الواسع لمفهوم الديمقراطية إلا أنه يصعب الاتفاق على تعريف محدد دقيق له، وتم الاتفاق على مجموعة معايير ومؤشرات يمكن أن تحدد إن كان النظام ديمقراطياً أم لا.يمكـن تعريـف الديمقراطيـة بأنهـا العمليـة السـلمية لتـداول السـلطة بين الأفراد أو الجماعـات، الـتي يتوجب أن تؤدي إلى إيجاد نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ككل على شكل أخلاقيات اجتماعية.تستند العملية الديمقراطية لمجموعة من المبادئ الأساسية وهي:ضمان حقوق الإنسان.سيادة القانون.احترام الحريات الأساسية.تداول السلطة.التسامح.العدالة.المساواة.


تكمن أهمية الديمقراطية في تحقيق الاستقرار السياسي عن طريق إيجاد نظام سياسي أكثر استمرارية ويستطيع من خلاله الشعب انتخاب ممثليه دون تغيير الأسس القانونية للحكم، والحد من الفساد إذ تزداد المراقبة والمساءلة والشفافية، كما انخفاض معدلات الحركات الإرهابية إذ تزداد في الأنظمة التي لا يوجد فيها حريات سياسية، وقلة النزاعات والخلافات بين أفراد المجتمع الديمقراطي، وأيضاً تمتع المواطنين بالحقوق الأساسية، وتحقيق المساواة في المعاملة بين كافة أفراد المجتمع، وتعزيز ما يسمى “الوحدة الوطنية والانسجام الوطني”.للديمقراطيــة أشــكال عــدّة، إذ تختلــف أساســيات الممارســة والتطبيــق الديمقراطــي وفــق اختــلاف معيــار التصنيــف، ومــن هــذه الأشكال:الديمقراطية المباشرة – الديمقراطية غير المباشرة – الديمقراطية شبه المباشرة وفق المعيار الأكثر انتشاراً في تصنيف الديمقراطية.تقـوم الديمقراطية المباشرة علـى مشـاركة المواطنـين بشـكل مباشر فـي صنـع القـرارات الخاصـة، بينما تقوم غير المباشرة (التمثيلية) على انتخاب المواطنين ممثلين عنهم لاتخاذ القرارات الخاصة بالسياسات العامة، مع إمكانية تأثير المواطنين على ممثليهم خلال عملية صنع القرار، أم عن الديمقراطية شبه المباشرة فتكون حين ينتخب أفراد الشعب من ينوب عنهم ولكنهم في نفس الوقت يمتلكون الحق في طلب عزلهم وتعيين نواب آخرين بدلاً عنهم،كما توجد تصنيفات أخرى مثل: الديمقراطية المحلية والديمقراطية الوطنية وفق المعيار الجغرافي.الديمقراطية الاجتماعية والديمقراطية الليبرالية والديموقراطية الاشتراكية وفق المعيارين الاقتصادي والاجتماعي.الديمقراطية الرئاسية والديمقراطية البرلمانية وفقاً لمعيار نظام الحكم.
عام 1997 تبنى الاتحاد البرلماني الدولي الإعلان العالمي للديمقراطية، ذلك قبل أن تقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد عشر سنوات الاحتفال بيوم 15 أيلول من كل عام باعتباره اليوم الدولي للديمقراطية، وتسعى من خلاله إلى المساهمة في رفع الوعي الاجتماعي ودعوة الدول إلى التمسك بالإعلان العالمي للديمقراطية والذي جاء فيه:”الديمقراطية مثال معترف به عالمياً فضلاً عن كونها هدفاً يقوم على القيم المشتركة بين الشعوب في جميع أنحاء المجتمع العالمي بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومن ثم فهي حق أساسي من حقوق المواطنة يجب ممارسته في ظل ظروف الحرية والمساواة والشفافية والمسؤولية.تهدف الديمقراطية بشكل أساسي، كهدف مثالي، إلى الحفاظ على كرامة الفرد وحقوقه الأساسية وتعزيزها، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع، وتقوية تماسك المجتمع، وتعزيز الهدوء الوطني، وكذلك لخلق مناخ ملائم للسلام الدولي. وإن الديمقراطية كشكل من أشكال الحكم هي أفضل طريقة لتحقيق هذه الأهداف.”
