اندلاع النزاع في أي منطقة أو دولة سيؤدي حكماً لتأثيرات كارثية من المباشرة وغير المباشرة بالإضافة لتأثيرها على قطاعات واسعة من التعليمية إلى الصحية إلى…الخ
كما تؤدي في حالات كثيرة إلى آثار متراكبة حيث يتداخل السبب والنتيجة ويصبح تحليل الواقع بشكل موضوعي أمر عالي الصعوبة

سوريا لا تختلف بشكل عام عن غيرها من بقع النزاع في العالم فالآثار التي لحقت بها جمة وشملت جميع النواحي، كما أن النزوح واللجوء أدى لحرمان المجتمع من عديد الخدمات وخاصة التعليمية والتي لم تعد أولوية بالنسبة لأطراف النزاع وربما للمتضررين أيضاً
تأثر القطاع التعليمي في سوريا كغيره بمن القطاعات بالنزاع العسكري الذي أدى لقصور وتهديم في البنى التحتية الحاملة للعملية التعليمية من جهة وهجرة الكوادر بالإضافة للوضع الاقتصادي المزري للسكان وما ترتب من مصاعب اللجوء والنزوح
احتلت سوريا المركز الثالث إقليمياً في عدد الأطفال خارج المدرسة وفقاً للتقرير الصادر عن اليونيسيف عام 2017 بعنوان “التعليم على خط النار” والذي وضح بأن 40% من أطفال الإقليم خارج المدارس
ووفقا لذات التقرير فإن 8850 مدرسة خرجت عن الخدمة وأصبحت غير صالحة للعملية التعليمية في كل من سوريا والعراق واليمن وليبيا
وعلى الرغم من مرور أربعة أعوام على التقرير إلا أن عدّة عوامل تستمر في إجبار الأطفال على البقاء خارج المدرسة وحرمانهم من حقّهم في التّعليم، منها تفاقم الفقر إلى جانب النّقص في الموارد التّي يحتاجها نظام الّـتعليم الّذي يعمل فوق طاقته
أما على صعيد كارثة اللجوء السوري في دول الجوار فوفقاً للإحصائيات التي نشرتها اليونيسيف فإن 53% من الأطفال خارج المدارس ولا يتلقون التعليم بشكل نهائي
:كما عانى قطاع التعليم الجامعي في سوريا كغيره من القطاعات وتعددت مشكلاته الظاهرة وغير الظاهرة
نزيف الكوادر –
انقطاع السبل للوصول للجامعات –
الوضع الاقتصادي السيئ –
وغيرها الكثير من المشكلات والتي أدت لتراجع تصنيف الجامعات السورية عالميا تراجعاً كبيراً يصل إلى 4000 نقطة
يصادف 24 كانون الثاني اليوم الدولي للتعليم، اليوم الذي يتم فيه الاحتفاء بالتعليم كحق من حقوق الإنسان، فهل على الراغبين بالتعليم الحقيقي وتأمين حقوقهم التوجه إلى أقرب مطار؟