المواطنة الحقيقية حلم

المواطنة الحقيقية حلم منحلم فيه كلنا ومنحكي عنه ومنسمع كتير كلام وأفكار متفرقة بيتم الإشارة فيها لمفهوم المواطنة إنو هو الحل الأمثل لنعيش الحياة اللي منحلم فيها بالبلد.وما رح نرجع نفكر شو يعني مواطنة… لأن فكرنا وسمعنا كتير تعريفات… بس الشيء اللي كتير مهم إنو دايماً نحكي عنه ونذكر فيه هو مبادئ المواطنة، المبادئ الأربعة اللي بتأسس لحالة مواطنة حقيقية وسليمة.

المساواة، المشاركة، الحرية، المسؤولية.

المبدأ الأول مبدأ المساواة، هاد المبدأ اللي بسبب غيابه منشعر بالقهر والظلم وعدم الإنصاف، بسبب عدم التساوي بالفرص بالدرجة الأولى، عدم قدرة الجميع إنو يحصلوا على فرص عمل وعيش متكافئة، هي المساواة اللي بتخلي المواطنين قادرين يطالبوا بنفس الحقوق، ويقدموا نفس الواجبات.المساواة بتعني إنو كل الناس من اي جنس ومن أي دين وطائفة وعرق وقومية بيحملوا جنسية هاد البلد بيكون الهم نفس الحقوق المادية والمعنوية، والأهم والجوهري إنهم يكونوا متساويين أمام القانون وأمام القضاء، يفترض بدولة المواطنة إنو يكون فيها القانون سيد الجميع.

طبعاً في مجالات تانية المفروض تتحقق فيها المساواة، هيي الوظائف العامة والأموال العامة والمرافق العامة وغيرها، المساواة بالأجور بين الجنسين، المساواة بالحقوق الثقافية والدينية لجميع المواطنين.في سؤال كتير كبير دايماً بيشكل جدل حول الفرق بين المساواة والعدالة، بس المفروض إنو المساواة تقدر تحقق العدالة طالما إنها بتمنح الجميع نفس الحقوق، والعدل بيتحقق طالما القانون مطبق، وموجود لمنع الظلم والأذى الموجه ضد الإنسان أو ضد الدولة.

مبدأ المواطنة التاني، المبدأ اللي بيأكد إنو المواطنة الحقيقية مو بس حقوق وإنما واجبات كمان.المسؤولية بداية في منها فردي وفي جماعي، والفرد المسؤول اجتماعياً هو الفرد اللي بيقوم واجباته تجاه مجتمعه، ومنشأ شعور المسؤولية قبل ما يتعرف هو الضمير، يعني من قبل ما تظهر التعريفات الأكاديمية، كان معروف إنو ممارسة المسؤولية الشخصية والاجتماعية والقانونية أمر أساسي لاستمرار المجتمعات.التأسيس الأخلاقي اللي بيودي لتشكل حس سليم بالمسؤولية بيبدأ من الأسرة، الحاضنة الأولى، وبيتكرس بالمدرسة طبعاً، وهو مرتبط ارتباط وثيق بشعور الانتماء، أي كلما كان الفرد منتمي للمكان أكثر كلما زاد إحساسه بالمسؤولية تجاهه.بتتضمن المسؤولية الحفاظ على أمن وأمان المكان والناس، احترام الوعي الجمعي لأفراد المجتمع و أهدافهم، العمل ضمن المجتمع ولأجله، الحفاظ على كينونة البلد او المجتمع من خلال احترام وجوده وممتلكاته وكل حياة الناس بداخله، وممارسة المسؤولية المجتمعية أمر بيحتاج مشاركة فعالة من الجميع، الشي اللي بياخدنا على مبدأ آخر من مبادئ المواطنة رح نحكي عنه لاحقاً.المعروف عامة إنو كل حق بيقابله واجب، لكن تفكك منظومة الحقوق بيخلي الأفراد تتملص من مسؤولياتها المجتمعية وتنظر لحق الوطن على إنه منعدم الأهمية وبالتالي بتعرقل عملية التنمية بتخليها عن مسؤولياتها، وهاد الشي بيتشعب منه أسئلة كتير حول كيف عم تسعى بلداننا لتعزيز شعورنا بالمواطنة؟ ووين ممكن الخلل والتقصير؟اكيد التغييرات العالمية كمان والحركات التغييرية الاقتصادية أو الاجتماعية أو الحروب بتغير شكل المسؤوليات متل ما بتغير معطيات كتيرة بالحياة العامة، وحسب ما بيتغير مفهوم “الولاء” للدولة او الوطن مع الزمن، بتتغير أشكال المسؤوليات وبتصير أكتر حرية بأغلب الأحيان.

المبدأ الثالث من مبادئ المواطنة هو مبدأ دائماً يُنسى أو يُتناسى… طبعاً لأنه بيحتاج لتحقق المبدأين السابقين، وأيضاً بيحتاج المبدأ الرابع اللي رح نحكي عنه لاحقاً…المشاركة بالحياة العامة وبأخذ القرارات سواء البسيطة أو المصيرية هيي مبدأ أساسي من مبادئ المواطنة الفاعلة، وبيقتضي تطبيقه إنو يكونوا المواطنين متساويين أمام الدولة والقانون، وممتلكين إحساس المسؤولية والقناعة بالمسؤولية تجاه مجتمعاتهم، والأكيد طبعاً إنو يكونوا أحرار.المشاركة والمساءلة هي خطوة تانية أو حتى نتيجة حتمية لامتلاك المواطنين الوعي الكافي والمعلومات الصحيحة والدقيقة من مصادرها الحقيقية اللي بتمنكنهم يعرفوا معطيات الواقع وبالتالي يتدخلوا فيه بالشكل الأمثل من حيث الفاعلية، يقرروا مصيرهم، يختاروا ممثليهم، يصوتوا، يرفضوا، يطالبوا، يحتجوا…طبعاً ما بيقتصر مفهوم المشاركة على المشاركة بالحياة السياسية أو الانتخاب، وإنما كمان المشاركة بعملية التنمية من خلال تسخير الخبرات والمعارف والاستعداد للمبادرة، هلأ يمكن كتار يقولوا إنو المبادرة مستحيلة لما يكون الأجر غير عادل، منقول إنو نحنا عم نطرح الفكرة بشكلها المجرد، بالعالم المثالي، وضروري ننتبه إنو المواطنة عملية تبادلية بين الحقوق والواجبات، بين الدولة والمواطن، والمفروض إنو اي شي بيقدمه المواطن بيحصل مقابله على خدمات وتحسينات بمستوى معيشته وبمجتمعه.في فكرة كمان دائما بتمر عابرة عند الحديث عن المشاركة، وهيي المشاركة الثقافية، يعني المشاركة بصنع التاريخ الثقافي للوطن، بدعم التراث وتطويره والإضافة عليه، برفد المنتجات الثقافية ورفع مستواها، بالتمثيل الثقافي للبلد بالخارج والتعبير عن صوته وصورته، كله هاد يعتبر مشاركة، ومشاركة ضرورية..

المبدأ الرابع من مبادئ المواطنة هو مبدأ الحرية، المبدأ اللي مستحيل تكون حقوق الإنسان محققة ومضمونة بدونه.توفر الحرية بيعني وضع المواطنين على الطريق الصحيح للعقد الاجتماعي الحقيقي، وبيزيح عوامل الخوف اللي بتخلي الإنسان مضطرب بحياته الاجتماعية، وطبعاً منها بينتج الشعور بالأمان الشامل اللي بيوصل للمواطنة الحقيقية.صيانة حقوق الإنسان وحماية كرامته الإنسانية بيتطلب بشكل بديهي منحه حريته داخل وطنه، وتوفر الحريات العامة بيأمن المناخ اللازم لتعبئة طاقات المجتمع وإعادة ضخها داخل البنى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.الكفيل بتحقيق وحماية الحريات يفترض إنو يكون القانون والمؤسسات الدستورية، وطبعاً مؤسسات المجتمع المدني اللي يفترض تركز جهودها على مناصرة قضايا الحريات.بتتقاطع الحرية مع المبادئ السابقة جميعها، المساواة والمسؤولية والمشاركة، وتحقيق أي مبدأ منها بيتطلب تحقيق الحرية أولاً، المساواة بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم وطبقاتهم الاجتماعية والفكرية، المشاركة بالشأن العام والخاص، المسؤولية وحمل الدور الفردي والجماعي بعملية التنمية أيضاً من نتائج وجود حرية محمية بالدستور والقانون.